مساعد الرشيدي- رحيل أيقونة الشعر السعودي ورمز الكلمة الخالدة

المؤلف: تركي الدخيل08.07.2025
مساعد الرشيدي- رحيل أيقونة الشعر السعودي ورمز الكلمة الخالدة

مع رحيل مساعد الرشيدي، تخسر المملكة العربية السعودية قامة سامقة من قامات الشعر والأدب، وعلماً بارزاً من أعلام الكلمة الراقية. لقد انتقل إلى جوار ربه، لينضم إلى قافلة المبدعين الخالدين، أولئك الذين يتركون بصمات ذهبية على جبين الزمن، وتهب نفحات إبداعهم العطرة لتبقى ذكراهم حية في القلوب، وإن كان الموت هو نهاية المطاف، إلا أنه أيضاً لحظة التتويج للإبداع الفني والشعري.

لقد كان مساعد الرشيدي، رحمه الله، ليس مجرد شاعر فحسب، بل إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد تحلى بأخلاق فاضلة وصفات نبيلة، مما جعله يحظى بمحبة وتقدير الجميع، فعم الحزن أرجاء الوطن لفقده، وكأنه نخلة شامخة باسقة، تحمل ثمراً طيباً، عرف بالتسامح والعفو، وبالروح السمحة العالية.

لقد آثر سيف المحبة على كل أشكال العنف، لأنه كان محباً للحياة متفائلاً، وعاشقاً للفرح والبهجة. امتاز شعره بصور شعرية فريدة مبتكرة، لم يسبقه إليها أحد، كما شهد بذلك رفيق دربه الشاعر الكبير بدر بن عبدالمحسن، الذي لم تدفعه المنافسة إلى التقليل من شأن الآخرين، بل بلغ به الإعجاب بشعر مساعد الرشيدي أن وصفه بأنه الشاعر الأفضل بالنسبة إليه.

كان مساعد الرشيدي كاللاعب الماهر في ملاعب كرة القدم، ففي كل مران يقدم مهارة فائقة، تخطف أنظار زملائه وخصومه على حد سواء، وكان له أسلوبه الخاص المتميز في تسجيل الأهداف، هكذا كان مساعد الرشيدي، ثابتاً وصامداً حتى آخر لحظة في حياته، وكأنه يستحضر أبيات قصيدته الشهيرة «الليالي تموت ببردها»:

في زمان كنه البرد.. شبيت القصيد قلت ابدفا والليالي تموت ببردها

في طريق كنه الموت والحالي وحيد قلت ابحيا والمنايا تبوح بسدها

أتقارب هقوة العمر لو كانت بعيد واتغنى بالمقابيل واخطب ودها.

نسأل الله العلي القدير أن يتغمد أبا فيصل بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة